
التهاب الحلق يتسم بالألم أو التهيج أو الحكة، وغالبًا ما يزداد سوءًا عند البلع، مما يجعل من الصعب تناول الطعام والشراب. رغم أنه قد لا يستدعي زيارة الطبيب في كثير من الأحيان، إلا أن الشعور بعدم الراحة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياتك اليومية، خاصةً في التأثير على جودة النوم. لحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والتهيج. بشكل عام، يعد التهاب الحلق استجابة للجهاز المناعي نتيجة العدوى الفيروسية أو البكتيرية، مما يؤدي إلى التورم والالتهاب في الأغشية المخاطية في الحلق. ورغم أن العلاجات الطبيعية قد لا تعالج السبب الأساسي، فإن العديد منها أثبت فعاليته في تهدئة الأعراض وتقديم الراحة.
العسل
يُعد العسل علاجًا طبيعيًا شائعًا لالتهاب الحلق بفضل خصائصه المضادة للالتهابات
والأكسدة والميكروبات. وفقًا لدراسة عام 2021، أظهر العسل فعالية مشابهة لمثبط السعال
ديكستروميثورفان المستخدم في أدوية مثل روبيتوسين، بل وتفوق على المضادات الحيوية ومضادات
الهيستامين في تخفيف الأعراض. يُستخدم العسل عادةً بمفرده أو مع مكونات أخرى كالماء
الدافئ، خل التفاح، أو الأعشاب لتحسين الطعم وتعزيز الفعالية. يُفضل بعض الأشخاص استخدام
عسل مانوكا أو العسل الخام، مع الحذر من إعطائه للأطفال دون عام لتجنب مخاطر التسمم
الغذائي. ومع ذلك، قد لا يكون الخيار المثالي لمن يتجنبون السكر أو يتبعون نظامًا غذائيًا
منخفض الكربوهيدرات.
طريقة الاستفادة: قم بخلط ملعقة صغيرة من العسل في كوب
ماء دافئ أو شاي عشبي واشربه لتهدئة التهاب الحلق وتقليل السعال.
فوائد العسل:
- يهدئ الأغشية المتهيجة في الحلق.
- يساعد في تقليل السعال الليلي.
- يحتوي على مضادات أكسدة ومركبات مضادة للميكروبات.
النعناع
النعناع نبات يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا والفيروسات، مما يجعله
مهدئًا فعّالًا لالتهاب الحلق والسعال. يحتوي على المنثول الذي يساعد في تخفيف المخاط
وفتح الممرات الهوائية، بينما يضفي شعورًا بالانتعاش. شاي النعناع العشبي خالٍ من الكافيين
ولا يتطلب غالبًا أي محليات إضافية بفضل نكهته الطبيعية، ويمكن تحضيره بسهولة بوضع
أوراق النعناع المجففة في ماء مغلي لبضع دقائق. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم بخاخات زيت
النعناع المخففة لتلطيف الحلق، ويشتهر النعناع بقدرته على تحسين رائحة الفم وتشجيع
الشفاء من الالتهابات.
طريقة الاستفادة: قم بغلي الماء وأضف إليه أوراق النعناع
المجففة أو الطازجة، ثم اتركه منقوعًا لبضع دقائق. صفِّ الشاي واتركه ليبرد قليلًا
قبل تناوله.
بخاخ زيت النعناع المخفف: استخدم بخاخ يحتوي على زيت النعناع المخفف لرش الحلق
بلطف لتخفيف الألم وتهدئة الالتهاب.
فوائد النعناع:
- تهدئة التهاب الحلق وتقليل السعال بفضل مركب المنثول.
- تخفيف المخاط وفتح الممرات التنفسية.
- محاربة البكتيريا والفيروسات بفضل خصائصه المضادة للميكروبات.
- تعزيز الشفاء بفضل خصائصه المضادة للالتهابات.
جذور العرقسوس
تُعد جذور العرقسوس علاجًا طبيعيًا معروفًا لالتهاب الحلق بفضل خصائصها المضادة
للالتهابات والبكتيريا والفيروسات، والتي تساعد في تقليل الألم ومكافحة العدوى. أظهرت
دراسات أن غرغرة ماء العرقسوس تقلل خطر التهاب الحلق بعد الجراحة بنسبة 50% مقارنة
بماء السكر. كما أظهرت دراسة عام 2019 فعالية شاي العرقسوس في تثبيط نمو نوع من البكتيريا
التي تسبب التهابات متعددة مسببة لالتهاب الحلق.
طريقة الاستفادة: أضف ملعقة صغيرة من مسحوق جذور العرقسوس
إلى كوب من الماء الساخن. اتركه منقوعًا لمدة 5 دقائق، ثم صفِّه واشربه دافئًا.
فوائد جذور العرقسوس:
- تخفيف آلام الحلق بفضل خصائصه المشابهة للأسبرين.
- مكافحة العدوى بفضل تأثيره المضاد للبكتيريا والفيروسات.
- تقليل الالتهاب وتسريع عملية الشفاء.
- تثبيط نمو البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق مثل العقدية المقيحة.
- تعزيز صحة الجهاز التنفسي وتهدئة السعال.
الثوم
الثوم يُعرف بخصائصه الطبيعية المضادة للبكتيريا بفضل مركب الأليسين، وهو مركب
كبريتي يمتلك قدرة فعّالة على مكافحة العدوى الفيروسية والبكتيرية. أظهرت دراسات أن
تناول مكملات الثوم يوميًا يمكن أن يساهم في الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي العلوي
التي قد تؤدي إلى التهاب الحلق. يُمكنك إضافة الثوم الطازج إلى نظامك الغذائي للاستفادة
من خصائصه العلاجية، أو حتى مضغ فص من الثوم لتخفيف الأعراض، مع مراعاة تنظيف الأسنان
بعدها لتحسين رائحة النفس وحماية الأسنان من الإنزيمات. الثوم أيضًا يُعتبر وسيلة تقليدية
فعّالة لدعم الجهاز المناعي وتعزيز الشفاء.
طريقة الاستفادة:
- تناوله طازجًا عبر مضغ فص من الثوم مباشرة لتخفيف التهاب الحلق والعدوى.
- يمكن سحقه وخلطه مع العسل لتحسين الطعم وزيادة الفائدة.
- أضف الثوم الطازج إلى وجباتك اليومية مثل السلطات، الحساء، والأطباق المطهية.
فوائد الثوم:
- يحتوي على مركب الأليسين الذي يساعد في مكافحة الالتهابات.
- يحفز جهاز المناعة ويقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي.
- يعمل كمهدئ طبيعي للأعراض الناتجة عن التهابات الحلق.
- يحتوي على مضادات أكسدة تُساعد في حماية خلايا الجسم.
ماء الليمون
ماء الليمون مشروب منعش ومفيد لتخفيف آلام الحلق الناتجة عن نزلات البرد أو الإنفلونزا.
يحتوي الليمون على فيتامين C ومضادات أكسدة قوية تساعد على
تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان شائعان في الأمراض. كما يعزز الليمون
إنتاج اللعاب، مما يحافظ على رطوبة الأغشية المخاطية ويخفف الشعور بالجفاف. وفقًا لدراسة
أجريت عام 2020، يمكن لفيتامين C الموجود في الليمون أن يدعم
جهاز المناعة ويقلل من مدة نزلات البرد.
طريقة الاستفادة: امزج عصير نصف ليمونة مع كوب من الماء
الدافئ. يمكنك إضافة ملعقة صغيرة من العسل أو قليل من الملح لتعزيز الفوائد.
استخدامه كغرغرة:
يمكن استخدام ماء الليمون مع الماء الدافئ كغرغرة لتخفيف التهاب الحلق.
فوائد ماء الليمون:
- الليمون غني بفيتامين C، الذي يعزز من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
- يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يساعد في تهدئة الحلق.
- يزيد من إنتاج اللعاب، مما يساعد في الحفاظ على الأغشية المخاطية رطبة ويخفف الجفاف.
- مضادات الأكسدة الموجودة في الليمون تساعد في تقليل الالتهابات وتعزيز الشفاء.

وهناك الكثير من المكونات التي أثبتت فعاليتها في شفاء التهاب الحلق بالإضافة للعسل وماء الليمون والثوم وعرق السوس والنعناع. من بين هذه المكونات الطبيعية، نجد بعض الأعشاب والمكونات التي تُعتبر فعّالة في التخفيف من أعراض التهاب الحلق.
- شاي الزنجبيل: يُعد من العلاجات الفعّالة لتخفيف آلام الحلق بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والمطهرة. يساعد شاي الزنجبيل في تهدئة الأنسجة الملتهبة في الحلق وتخفيف السعال المصاحب له. يمكن تحليته بالعسل لزيادة الفعالية في مكافحة البكتيريا والفيروسات.
- القرفة: تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، مما يساعد على مكافحة العدوى التي تسبب التهاب الحلق. عند إضافتها إلى مشروب دافئ، تعمل على تهدئة الحلق وفتح المسالك التنفسية. كما أن القرفة تحتوي على مواد مضادة للالتهابات التي تساهم في تقليل الألم والتورم.
- شاي البابونج: من أفضل المشروبات التي تستخدم لتهدئة التهاب الحلق بفضل خصائصه المهدئة والمضادة للبكتيريا. يحتوي البابونج على مركبات تساعد على تقليل التورم وتهدئة الأنسجة الملتهبة. يساعد شاي البابونج في الاسترخاء ويسهم في تحسين النوم، مما يعزز من عملية الشفاء.
- الحلبة: تُعرف بقدرتها على تهدئة التهاب الحلق وتخفيف الألم الناتج عنه بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا والمضادة للفطريات. يمكن تحضير مغلي الحلبة واستخدامه كغرغرة لتطهير الحلق أو شربه لتحسين المناعة وتقليل الأعراض المزعجة.
- خل التفاح: يُعتبر من العلاجات الطبيعية التي تساعد في محاربة البكتيريا التي قد تسبب التهاب الحلق. يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا التي تعمل على تطهير الحلق وتهدئته. يمكن خلطه مع الماء الدافئ واستخدامه كغرغرة لتخفيف الألم والالتهابات.
بالإضافة لكل ما ذكرناه، أريد أن أشير إلى واحد من الأمور الأساسية التي تعمل بشكل سحري في تخفيف أعراض التهاب الحلق، ألا وهو النوم. يعد النوم الجيد أحد العوامل الأساسية التي يمكن أن تسرع في عملية الشفاء من التهاب الحلق. عند النوم بشكل كافٍ، يعمل الجسم على تعزيز جهاز المناعة، مما يساعده على مقاومة العدوى وتقليل الالتهابات. كما أن النوم يعزز من تجديد الخلايا التالفة ويقلل من مستويات البروتينات الالتهابية مثل السيتوكينات، والتي يمكن أن تزيد مع قلة النوم وتسبب الشعور بالمزيد من الألم. لذلك، يُعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم أداة فعالة في تسريع التئام التهاب الحلق وتقليل أعراضه.