مرض السمنة لدى الأطفال أصبح مشكلة صحية كبيرة في العالم، خاصة في الدول العربية حيث تشير الدراسات إلى أن حوالي 20-30% من الأطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.
أسباب زيادة الوزن والسمنة
عند الأطفال
- من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى السمنة لدى الأطفال هي تناول الطعام بشكل مفرط، حيث يحصل الأطفال على سعرات حرارية تتجاوز احتياجاتهم اليومية. مع نمط الحياة الخامل الذي يتسم بالجلوس لفترات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الهواتف الذكية، تتحول الطاقة الزائدة إلى دهون في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. الأطفال الذين يتناولون الأطعمة ذات القيمة الغذائية المنخفضة غالبا ما تكون عالية السعرات الحرارية.
- العادات الغذائية السيئة تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الوزن. تناول الأطعمة غير الصحية مثل الوجبات السريعة، المأكولات المقلية، والسكريات، هي من أكثر العوامل المساهمة في السمنة. الأطفال غالبًا ما يفضلون هذه الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والسكر المضاف، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها يوميًا. هذه العادات يمكن أن تتراكم على مدار سنوات، مما يسبب السمنة في مرحلة الطفولة.
- نمط الحياة العصري، الذي يتسم بزيادة الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية، قد أدى إلى تراجع النشاط البدني لدى الأطفال. جلوس الأطفال لساعات طويلة أمام التلفاز أو الألعاب الإلكترونية يقلل من فرصهم في ممارسة الأنشطة البدنية التي تحرق السعرات الحرارية. النشاط البدني يقلل من مخاطر زيادة الوزن ويحسن الصحة العامة، ولكن مع تزايد الوقت المخصص للأجهزة، يصبح من الصعب على الأطفال الحفاظ على وزن صحي.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق قد تساهم في زيادة الوزن لدى الأطفال، حيث يتجه بعض الأطفال إلى الأكل العاطفي عندما يشعرون بالحزن أو التوتر. تتزايد هذه المشكلة في الأطفال الذين يعانون من مشكلات أسرية أو تعرضهم للتنمر، مما يزيد من تناول الطعام كطريقة للتعامل مع مشاعرهم. الأكل العاطفي يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في أوقات غير مناسبة، مما يساهم في زيادة الوزن.
- تلعب الوراثة والجينات دورًا مهمًا في السمنة، حيث يمكن أن يرث الأطفال الجينات التي تؤثر على كيفية تحويل الجسم للطعام إلى طاقة، وكذلك كيفية تخزين الدهون. بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة برادر ويلي، وهي اضطراب نادر يؤدي إلى شعور دائم بالجوع، قد تزيد من خطر السمنة لدى الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يرث الأطفال عادات غذائية غير صحية من آبائهم.
طرق للوقاية من زيادة
الوزن عند الأطفال
- أحد أهم جوانب الوقاية من السمنة هو تعزيز العادات الغذائية الصحية. يجب على الأهل تعليم الأطفال كيفية اختيار الأطعمة المغذية وتجنب الأطعمة المنخفضة في القيمة الغذائية ما أمكن، محاولة تناول الطعام بشكل عائلي لتشجيع الأطفال على تناول الطعام الصحي، كما يُنصح بتجنب تخزين الأطعمة غير الصحية في المنزل، حيث إن غيابها يقلل من إغراء تناولها. بدلاً من ذلك، ركز على توفير خيارات غذائية مغذية ومتنوعة. من المهم أيضًا عدم التحدث عن الشكل الخارجي عند تشجيع الأطفال على تبني أسلوب حياة صحي، بل التركيز على أهمية النشاط البدني والتغذية الصحية. لتعزيز الاهتمام بالطعام الصحي، يمكنك إشراك الطفل في إعداد الوجبات واختيار المكونات، مما يمنحه شعورًا بالمشاركة والاهتمام بالطعام الصحي. وأخيرًا، من الأفضل تجنب الحظر الصارم للأطعمة غير الصحية، لأن ذلك قد يجعلها أكثر جاذبية للطفل، ويمكن تقديمها باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن.
- لتبني عادات غذائية صحية وتقليل مخاطر السمنة، يُنصح بالحد من تناول الأطعمة الجاهزة والمصنعة واستبدالها بخيارات طبيعية مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة. كذلك، يجب تجنب المشروبات السكرية مثل المشروبات الغازية واستبدالها بـ الماء أو الحليب قليل الدسم، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية الفارغة. من المهم تقديم الوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة بانتظام لمنع الشعور بالجوع الشديد الذي قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام. يُعتبر تقليل استهلاك الأطعمة السكرية، مثل الحلوى والمشروبات الغازية، خطوة مهمة؛ إذ تُعد هذه الأطعمة من الأسباب الرئيسية للسمنة، حيث توفر سعرات حرارية عالية دون فوائد غذائية تُذكر.
- ابدأ بتطبيق تغييرات بسيطة، مثل تقليل استهلاك الأطعمة غير الصحية تدريجيًا، مما يسهل الانتقال إلى نمط غذائي أكثر توازنًا.
- يجب تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني يوميًا لمدة ساعة على الأقل، مثل اللعب في الخارج، السباحة، ركوب الدراجة، أو المشاركة في الرياضات الجماعية. يقلل النشاط البدني من خطر الإصابة بالسمنة، ويساهم في حرق السعرات الحرارية، مما يعزز النمو البدني السليم.
- يحتاج الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات إلى ممارسة النشاط البدني على مدار اليوم لدعم نموهم الصحي، يمكن تقسيم هذا النشاط إلى فترات قصيرة تتضمن اللعب في الحديقة، الركض في المنزل، القفز، أو أي نشاط يستمتع به الطفل. بينما يُوصى للأطفال من 6 إلى 17 عامًا بممارسة نشاط بدني معتدل إلى مكثف لمدة لا تقل عن ساعة يوميًا مثل السباحة، ركوب الدراجة، أو الرياضات الجماعية، مع تقليل وقت التلفاز والألعاب الإلكترونية واستبدالها بأنشطة ممتعة.
- لتعزيز نمط حياة صحي للأطفال والحد من عادات الجلوس الطويلة، من الضروري تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشات مثل التلفزيون، الهواتف الذكية، وألعاب الفيديو. يُفضل تنظيم هذا الوقت بحيث لا يتجاوز ساعتين يوميًا، مما يتيح مساحة أكبر لممارسة الأنشطة البدنية الممتعة.
- لتحفيز الأطفال على الحركة، يُمكن تخصيص وقت يومي للأنشطة البدنية بمشاركة العائلة، أو بالانخراط في نادي للرياضة المفضلة لديه. أما فيما يتعلق بعادات تناول الطعام، فمن المهم تجنب تناول الوجبات أثناء مشاهدة التلفاز أو الانشغال بالأجهزة الإلكترونية، حيث يؤدي ذلك إلى الإفراط في الأكل دون إدراك الكمية المستهلكة. بدلاً من ذلك، يُفضل تناول الطعام في أوقات محددة وبتركيز كامل على الوجبة، لتجنب تطور عادات غذائية غير صحية قد يكون من الصعب تغييرها لاحقًا.
- النوم يلعب دورًا أساسيًا في التحكم بالوزن والشهية لدى الأطفال والمراهقين، حيث يؤثر نقص النوم بشكل كبير على استجابة الطفل للشعور بالجوع. الأطفال الذين يعانون من قلة النوم غالبًا ما يميلون إلى تناول الأطعمة الغنية بالسكر والدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة. يعود ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تحدث مع قلة النوم. كما يرتبط نقص النوم بزيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يرتبط بالإجهاد ويحفز الشهية تجاه الأطعمة السكرية. الحرمان من النوم يؤثر أيضًا على الدماغ، إذ يزيد النشاط في المناطق المسؤولة عن المكافأة واللذة، مما يعزز الإدمان على الأطعمة غير الصحية والمشروبات المحلاة.
- لضمان النمو الصحي للأطفال، من المهم تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ. الأطفال حديثو الولادة يحتاجون إلى 14-17 ساعة من النوم يوميًا، بينما تقل هذه الحاجة تدريجيًا مع تقدم العمر، حيث يُوصى بأن يحصل المراهقون على 8 إلى 10 ساعات يوميًا. النوم الكافي يساعد على التحكم في الشهية والرغبة في الأكل المفرطة.
جميع الطرق العلاجية للسمنة
المفرطة عند الأطفال
- لعلاج السمنة المفرطة لدى الأطفال، يجب التركيز على التوعية بأهمية التغذية الصحية، حيث يمكن للطبيب أو أخصائي التغذية وضع خطة غذائية متوازنة تشمل الأطعمة المغذية وتقليل السكريات والدهون. تعديل السلوكيات الغذائية يُعدّ أساسًا في العلاج، من خلال تعليم الطفل كيفية التحكم في شهيته وفهم تأثير الطعام على صحته، مع دعم الأسرة لتغيير العادات غير الصحية وتقليل تناول الطعام العاطفي.
- الرياضة أيضًا تُعتبر عنصرًا رئيسيًا في العلاج، حيث تسهم في حرق الدهون وتحسين التوازن الهرموني. يُنصح الأطفال بممارسة أنشطة مثل المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجة، بمعدل 60 دقيقة يوميًا لتعزيز الصحة العامة والتخلص من الوزن الزائد.
- في بعض الحالات، يمكن أن يوصي الأطباء باستخدام أدوية معينة للمساعدة في فقدان الوزن، خاصة إذا كانت السمنة مفرطة وتؤثر على صحة الطفل بشكل كبير. هذه الأدوية يجب أن تُستخدم تحت إشراف طبي لضمان سلامة الطفل.
- في الحالات القصوى التي لا تستجيب للعلاج الغذائي والرياضي، يمكن أن يكون التدخل الجراحي خيارًا. جراحة تخفيض الوزن للأطفال هي خيار نادر ويجب أن تتم بعد تقييم دقيق من قبل فريق طبي متخصص. تشمل الإجراءات الجراحية مثل جراحة المجازة المعدية أو حزام المعدة لتقليل حجم المعدة، وهو خيار يتم اللجوء إليه فقط في الحالات المفرطة.
مقالات ذات صلة